هل من الآمن إعطاء الأعشاب لحديثي الولادة؟

يوصى عدم إعطاء الطفل خلال الستة شهور الأولى من عمره أيّ نوع من الأطعمة بما في ذلك الأعشاب باستثناء حليب الأم أو الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال، وبالرغم من عدم وجود العديد من الدراسات التي تتحدث عن مدى فعالية وأمان الأعشاب للأطفال والرضع، ولكنّ هناك بعض المخاوف من استهلاكهم لها،[١] ويعود ذلك لاحتمالية احتواء بعض منتجات الأعشاب والمكملات الغذائية منها على كمية قليلة من الملوثات كالمعادن الثقيلة، أو البكتيريا والتي تعدّ غير آمنة لهم بحسب ما ذكرت إدارة الغذاء والدواء المعروفة اختصاراً بالـ FDA.[٢]


ومن جانب آخر تجدر الإشارة إلى أنّ آلية عمل أجسام الرضع تختلف عن البالغين لاختلاف درجة نضوج الأعضاء ونموها وهو ما يؤثر في اختلاف ردّة فعل الجسم عند استهلاكها من قِبلهم،[١] ومع ذلك توجد بعض الأعشاب التي يمكن استهلاكها من قبل الرضع، ولكن يُفضل مراجعة الطبيب المختص قبل ذلك.[٣]


أعشاب قد تكون مناسبة للأطفال الرضع

أظهرت دراسة أجريت على ثلاثة آلاف أم أنّ 9% منهنّ يستخدمون الأعشاب للرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة، كما كانت الأمهات اللواتي يستخدمنَ الأعشاب لأنفسهن، أكثر استخداماً للأعشاب لأطفالهن أيضاً، حيث توجد عدّة أسباب تستدعي الأمهات استخدام الأعشاب لأطفالهم من بينها؛ مساعدتهم على النوم، أو في حال وجود مشاكل بالجهاز الهضمي، أو المغص، أو البكاء الشديد.[١]


كما يُمكن إعطاء الأطفال الذين بلغوا عمر الستة أشهر شاي الأعشاب الذي يمكن أن يُحضر من خلال إضافة البابونج، أو الشمرة، أو الشبت من وقتٍ لآخر، فقد يساعدهم على تحسين عملية الهضم، لكن تجدر الإشارة إلى أنّه لا توجد العديد من الدراسات التي تُبين درجة سلامة شاي الأعشاب للأطفال، ولكن يُمكن استخدام الأعشاب المذكورة فيما يأتي بعد استشارة الطبيب دون القلق من أضرارها على الطفل،[٣] حيث تُبين النقاط الآتية أهم الأعشاب التي تُعدّ آمنة للاستخدام من قبل الرضع الذين تزيد أعمارهم عن الـ 6 شهور:[٤][٥]

  • القنفذية: (بالإنجليزية: Echinacea)؛ يُمكن استهلاك هذه العشبة بشكلٍ عام من قبل الأطفال الذين لا يُعانون من الحساسية تجاهها، إذ إنّها قد تُساعد على تحسين صحة جهاز المناعة، والتقليل من نزلات البرد، ولكن وجدت بعض الدراسات أنها قد تُؤدي إلى حدوث التهاب جلدي في بعض الأحيان.
  • عرق السوس: يمكن أن يساعد عرق السوس على تخفيف الاحتقان، والتهاب الحلق، والسعال، والتهابات الجهاز الهضمي، حيثُ يُمكن للأطفال تناوُل هذه العشبة، لكن بكميات قليلة لا تزيد عن 4 أو 5 غرامات يوميًا.
  • النعناع البري: يُمكن إعطاء النعناع البري أيضاَ للأطفال بشكلٍ عام، إلا أنه لا توجد دراسات بشرية تُثبت فعاليته لهم، ولكنه غالبا ما يُستخدم في تهدئة الأطفال، ومساعدتهم على النوم، والتخفيف من آلام التسنين، والمغص.
  • البابونج: حيث يُعدّ البابونج من أفضل الأعشاب التي قد تُستخدم للأطفال، حيثُ إنّه يُساعد على تهدئة الطفل، كما يمكن أن يعزز عملية الهضم، ويُقلل من آلام المغص، ويمكن استخدام زيت البابونج أيضاً لتهدئة وتخفيف آلام العضلات، لكن يجب الانتباه ومعرفة ما إذا كان الطفل يعاني من ردّ فعل تحسسي تجاه البابونج.
  • الشمر: يُعدّ الشمر من الأعشاب التي تُساعد على تخفيف المغص، وتحسين الهضم، وطرد الغازات.
  • فاشرا: (بالإنجليزية: Bryonia)؛ تُعدّ من أهم الأعشاب التي تُساعد على تخفيف السعال، خاصة السعال الجاف.
  • بيلادونا: (بالإنجليزية: Belladonna)؛ يساهم بيلادونا في تخفيف حالات الحمى، ويستخدم أيضاً للحصبة، عندما يكون هناك ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الطفل، مع احمرار في الوجه والشفتين.


محاذير استهلاك الأعشاب للرضع

يجب الانتباه إلى عدّة أمور قبل استخدام الأعشاب للرضع، ومنها ما يأتي:[٦][٣]

  • يمكن أن يؤدي إعطاء الأطفال الأعشاب إلى التخفيف من رغبتهم في الحصول على الحليب الذي يُعدّ مليئاً بالعناصر الغذائية المهمة التي يحتاجون إليها لما تُقدمه من فوائد صحية.
  • يجب الرجوع إلى الطبيب المختص قبل استخدام الأعشاب للرضع بشكل عام، كما لا يُفضل استخدامها إلا عند الضرورة وبكميات محددة.
  • يمكن أن تحتوي بعض أنواع الأعشاب التي تتوفر على شكل أكياس شاي على السكر للتخفيف من طعمها اللاذع، لذلك يجب التأكد أن تكون الأعشاب المستخدمة للطفل خالية من السكر المضاف، لأنه قد يتسبب ببعض الأضرار على أسنان الطفل.
  • يمكن أن تؤثر في نمو الطفل، ففي حال كان الطفل لم يبلغ من العمر ستة أشهر ويعاني من مغص، فلا توجد أيّ دراسات تُثبت فعالية إعطائهم الأعشاب بشكلٍ مستمر في التحسين من المغص، لذلك يُفضل عدم استخدامهم له.
  • تمتاز عشبة اليانسون النجمي بدورها الشائع في تخفيف المغص، ولكنها تُعدّ ضارة للأطفال بجميع الأعمار، كما يجب تجنب استهلاكهم للشاي الأسود؛ حيث إنّه ضارٌ لهم بسبب احتوائه على مادة التانين (بالإنجليزية: Tannins)؛ التي قد تُقلل من كمية الحديد التي يمتصها جسم الطفل.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Brenda Goodman, "Moms Are Giving Babies Herbal Supplements, Teas", webmd, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  2. Ananya Mandal (4/5/2011), "Herbal remedies commonly used in infants without efficacy & safety guarantees: Study", news-medical, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Sarah Schenker, "Can I give my baby herbal teas to soothe an upset tummy?", babycentre, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  4. "Herbs for Kids: What's Safe, What's Not", webmd, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  5. Sy Kraft (4/5/2011), "Parents Frequently Using Herbs, Teas To Treat Infants; Which Are Best?", medicalnewstoday, Retrieved 23/4/2021. Edited.